للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في السهل ما يشبه الأرض الجبلية وينجب في الأرض الكريمة السمينة وتغر نواميه معتلق بعروقها ومليسة في مواضعها حتى يصير لها عروق ثم ينقل ويغرس نواه في تراب جبلي مخلوط برمل وزبل قديم أثلاثاً ويغطى بذلك بقدر أصبعين ويسقى بالماء عدل وينقل بعد عامين في يناير وفي فبراير أيضاً ويغرس تفله في حفر عمقها نحو أربعة أشبار ويجعل بين تفلة منه وأخرى نحو عشرين ذراعاً والعمل في كله مثل ما تقدم ولا تنحب ملوخه ويركب في أنواعه ولا يركب من شيء من الأشجار سواها ولتركيبه عمل مختص به باب التركيب إن شاء الله تعالى والبق لا يقرب عود شجر الخروب.

وفي ط: قد تختار من حمل الخروب جربان يؤخذ وهو رطب أو يابس ويكسر صغاراً ويهشش ناعماً ويطحن مع حبه ويخلط معه شيء من دقيق شعير أو حنطة ويعجن دقيقة بخمير من دقيق فإذا اختمر اختمارا متوسطاً يعني بقي بقاء متوسطاً في المدة بعد عجينة فليخبز على الطابق ثم يؤكل بالدسم والأدهان والحلاوات قال ابن حزم الخروب قوت عند الضرورة.

فصل. أما صفة العمل في غراسة الزيتون وهو نوعان بري ينبت في الجبال ولا ينبت في شطوط الأنهار ولا حيث تصل عروته إلى الماء الكثير الدائم والنوع الأخر الأهلي وهو أكثر حباً من البري وأوفر دهناً.

ومن كتاب الحجاج رحمه الله قال يونيوس الأرض التي تصلح لشجر الزيتون جداً هي الأرض الرقيقة ومن أجل ذلك صار شجر الزيتون يخصب في بلاد أطيفي في الترجمة الأسبانية أسطيفيلأن أرضهم أرض رقيقة وإذا غرس فيها يخصب أكثر من في غيرها قال ابن الحجاج يريد بذلك خصب الزيتون لاكثرة تنعم الأغصان قال يونيوس والأرض البيضاء أيضاً تصلح لغرس شجر الزيتون لا سيما إن كانت لينة رطبة فإن شجر الزيتون الذي يكون في مثل هذه الأرض يحمل ثمرة كبيرة لينة كثيرة الزيت والأرض السود لا سيما التي فيها حجارة صغار أو شيء كثير من الصخور إلى البياض والأرض الرملية إذا لم تكن مالحة تصلح لغرس الزيتون وأما الأرض العقيمة فينبغي أن يتجنب شجر الزيتون لأنها تربي شجر الرمان وتصير بها عظيمة وأما ثمرة الزيتون فإنها تكون قليلة الزيت كثيرة الماء يبطئ ويكون درديها أكثر من زيتها وكذلك الأرض اللزجة الكثيرة جداً فغنها