لبردها ير موافقة لشجر الزيتون وذلك لأنها حارة أحمى في الصيف من غيرها وربما تشققت شقوقاً عظماً وتفتحت فتبردت في الشتاء.
وقال ديمقراطيس: يغرس الزيتون في الأرض البيضاء الجرداء الجافة غير الندية ولا ينبغي أن يغرس في الأرض الحمراء المتطامنة ولا في الأرض السخية وهي المالحة ولا في الأرض التي تبرد نعما في شدة البرد وتسخن في شدة الحر لا ١١ ريحها ولا في الأرض المشققة إلى أن يقول: وقد أجمع الفلاحون على أن الرياح توافقه فلذلك ينبغي أن يكون غرسه في الجبال والربى التي ليست تنزلها الثلوج كثيراً إلا أنه لا يهوى الجليد والهواء البارد ولا الحر المفرط ولكن حظه من الجو وافٍ. ومنه أيضاً أي يونيوس في السرجين: قال يونيوس: أن السرجين الموافق لشجر الزيتون هو بعر الماعز والغنم وسائر المواشي وسرجين الحمير والخيل وسائر الدواب وأما عذران الناس فغير موافق ولا ينبغي أن يلقي السرجين على الأصول بل بعيداً من الساق قليلاً ليختلط الأرض فيرسل الحرارة قليلاً قليلاً إلى الأصول قال وأما المهرة في بالفلاحة فإنهم يرون طرح التراب أولاً على الأصول ثم طرح السرجين ثم بعد
طرح التراب أيضاً على السرجين وينبغي أن يزبل في كل ثلاث سنين أو أربع لا سيما في وقت السقية والمواضع الرطبة ينبغي أن يعمل فيها من السرجين الأقل وفي السنين الكثيرة وأما المواضع التي لا يسرع فيها النبات والمواضع اليابسة فينبغي أن يستعمل فيها السرجين أكثر.
وذكر فصل في صورة غرس نوى الزيتون وفصلاً في كيفية إزالة المحروق من الزيتون وفصلاً في أنه لا يجوز نفض حب الزيتون في يوم مطير وإليك ختام قوله في هذا الفصل: ولا ينفض حب الزيتون في يوم مطير فإن ذلك يضر بشجره ووقت نفض ما غرس منه في الجبال شهر يناير ولا سيما الكثيرة الحمل منه وعلامة بلوغه النضج إذا أحمر الماء في داخل الحبة وينفض ما غرس منه في السهل ولاسيما في أرض الزرع إذا أحمر حبه ولا يترك حتى يسود ويتناهى نضجه وفي شهر يناير يتكامل الدهن في حب الزيتون الجبلي الصحيح منه الذي لم يلحقه موت ولا يبس وينفض في فبراير أني جربت ذلك فصح.
قال ابن حزم رحمه الله. الزيتون قوت عند الضرورة لا عند الرخاء اه.) وعلى ذكر الفلاح