والنبت ننقل للقارئ الكريم تعريف هذين العلمين عن بعض الكتب التي عرفتهم فتذكر لهم الكتب التي عرفنا عن طبعها بهذين العلمين في القديم والحديث جاء في كتاب مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم للمولى أبي الخير عصام الدين أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبرى زاده المتوفى سنة٩٦٢وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر أباد الدكن بالهند ما يأتي:
علم الفلاحة
علم يتعرف منه كيفية تدبير النبات من أول نشره إلى منتهى كماله بإصلاح الأرض لما بالماء أو بما يخلخلها من كالسماد ونموه أو يحميها في أوقات البرد مع مراعاة الأهوية فيختلف باختلاف الأماكن ولذلك تختلف قوانين الفلاحة باختلاف الأقاليم ومنفعة الحبوب والثمار ونحوهما وهو ضروري للإنسان في معاشه ولذلك أشق أسمه من الفلاحة وهو ومن إيجاد بعض نتائجه في غير أوانه واستخراج بعض مباد هـ من غير أصله وتركيب الأشجار بعضها ببعض إلى غير ذلك ذكر أبو بكر بن وحشية في كتابه المسمى بالفلاحة عن النبط إن ما دار حول شجرة الخطمي وتطلع بالنظر إلى وردها وأدام ذلك فإنها تحدث فرحاً في النفس وتزيل عنه الهم والحزن اه وجاء في كتاب أبجد العلوم من جمع السيد الأمام أبي الطبيب صديق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري من المتأخرين المطبوع في بهوبال بالهند على الحجر بعد نقل عبارة مفتاح السعادة إلى غاية من الفلاح وهو البقاء قال ابن خلدون:
هذه الصناعة من فروع الطبيعيات وهي النظر في النبات من حيث بالسقي والعلاج وتعهده بمثل ذلك وكان المتقدمين بها عناية كثيرة وكان النظر فيها عندهم عاماً في النبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة خواصه وروحانيته ومشاكلتها لروحانيات الكواكب والهياكل المستعمل ذلك كله في باب السحر فعظمت غايتهم به لأجل ذلك وترجم من كتب اليونانيين كتاب الفلاحة النبطية منسوبة لعلماء النبط مشتملة من ذلك على علم كبير ولما نظر أهل الملة فيما أشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب السحر مسدوداً والنظر فيه محظوراً فاقتص وأمنه على الكلام في النبات من جهة غرسه وعلاجه وما يعرض له في ذلك واحذفوا الكلام في الفن الآخر منه جملة واختصر ابن العوام كتاب الفلاحة النبطية على هذا المنهاج وبقي