ثم ترميها أكف الانقراض ... بانحطام حيث تمسي فحما
حجرياً بمرور الأعصر
من حطام الخلق في الأرض هضاب ... كونتهن أكف الانقلاب
ما تراب الأرض والله تراب ... إنما ذاك حطامٌ قدما
من جسوم باليات الكسر
كم على الأرض رفات باليات ... من جسوم طحنتها الدائرات
فاحتفر في الأرض تلك الطبقات ... تجد الأنقاض فيها رمما
هي للأحياء أو للشجر
كل وجه الأرض للخلق قبور ... خفف الوطء على تلك الصدور
والعيون النجل منهم والثغور ... إنما أنت ستفنى مثلما
قد فنوا والموت دامي الظُّفُر
ظلت الأرض على كر الدهور ... تبحر الأجبُل فيها والبحور
فوقها تُجبل والماء يغور ... وعلى ذاك استدل الحكما
بجبال السمك المستحجر
علماء الأرض لم تبرح ترى ... حيوان البر لما دثرا
منه في الأبحر أبقى أثرا ... وكذا في البر ألفى العلما
أثراً من حيوان الأبحر
كل ما في الأرض من قفرٍ وبيد ... وجبال شهقت فوق الصعيد
عن زهاء الربع منها لا يريد ... وسوى ذلك منها انكتما
تحت ماء البحر لم ينحسر
في صعيد الأبحر المنغمس ... مثلُ ما يوجد فوق اليَبَس
من جبال ناتئات الأرؤس ... ووهاد تستزل القدما
ورُبىً مختلفات القَدَر
ما نرى اليوم من الماء الحميم ... والبراكين التي تحكي الجحيم
ومن الزلازل ذي الهول العظيم ... دل أن الأرض فيما قُدما