١: ٢٦ (من الطبعة المصرية) ما هذا حرفه: قال أبو العباس: ومن سهل الشعر وحسنه قول طخيم بن أبي الطخماء الأسدي يمدح قوماً من أهل الحيرة من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم. ثم من رهط عدي بن زيد العبادي:
كأن لم يكن يومٌ بزورة صالحٌ ... وبالقصر ظلٌّ دائمٌ وصديقُ
بنو السمط والحدّاء كل سميدع ... له في العروق الصالحات عروقُ
وإني وأن كانوا نصارى أحبهم ... ويرتاح قلبي نحوهم ويتوقُ
اهـ المقصود من إيراده. وعلى هذا الوجه أيضاً جاء النظم المذكور في معجم ياقوت في مادة زورة ٢: ٩٥٧ فكيف صير إذاً جميع بني تميم نصارى وفيهم الوثنيون والمجوس واليهود والثنوية والنصارى إلى غير ذلك من الأديان؟ فلا جرم أن حضرة الأب واهمٌ في قوله هذا بل موهم!
ومن غريب أمره أنه من بعد أن نصَّر تميمياً قال بعد صفحات من قوله المذكور في بني تميم كلاماً هذا نصه بحرفه: وعلى ظننا أن الذين هجوا بني حنيفة لأكلهم ربهم وقت المجاعة إنما أرادوا القربان الأقدس. كان بنو حنيفة النصارى يتناولونه فظن الشاعر أن ذلك لجوعهم قال بعضهم:
أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحُّم والمجاعه
لم يحذروا من ربهم ... سوء العقوبة والتباعه
وقال آخر:
أكلت ربَّها حنيفةُ من جو ... عٍ قديمٍ بها ومن أعواز
(اه عن المشرق ٧: ٦٢٢)
قلنا: إن الذين هجوا بني حنيفة هذا الهجو كانوا من تميم (عن الآثار الباقية ص ٢١٠) فإذا كان الأب يزعم أن بني تميم كانوا نصارى وكان بنو حنيفة أيضاً نصارى فكيف يُعيّر الواحد الآخر بشيء هو فيه؟ أما تحرير الرواية فهو أن بعض بني حنيفة (لا كلهم) كانوا نصارى وهم الذين كانوا يكونون في رُصافة هشام المعروفة باسم الزوراء وإلا فإن سائر بني حنيفة كانوا على أديان مختلفة حسب البلاد التي كانوا يكونون فيها. والذين أشار إليهم الشاعر هم الذين كانوا قد اتخذوا صنماً من حَيْس (والحيس تمر يخلط بسمن وأقط فيُعجن