كتاب شعراء الجاهلية ١: ١٥٥) وبهذا المعنى حلف أيضاً المهلهل أخو كليب وكان وثنياً إذ قال:
كلا وأنصاب لنا عاديّة ... معبودةٍ قد قطعت تقطيعا
قال صاحب الضياء مفنداً حضرة الأب لويس شيخو وقد أجاد: الأنصاب: الأصنام أو كل ما عبد دون الله وفسرها جامع الكتاب بأنها كانت حجارة ينصبونها في الجاهلية ويهل عليها ويذبح لغير الله تعالى. قال: وبقي منها بعضها بعد تنصر ربيعة وكان الجهال من العرب يعبدونها. اه. وكأنه ظن أن هذا القول يثبت نصرانية المهلهل ويخرجه من الذين كانوا يعبدون هذه الأنصاب مع أن الرجل يحلف بها ويصرح بأنها معبودة ولا يعقل أن أحداً يحلف بمعبود غيره إذا كان يعتقده باطلاً. وزد على ذلك أنه يقول: وأنصاب لنا بضمير المتكلمين فجعل نفسه في جملة أصحاب تلك الأنصاب ووصفها بالعادية أي القديمة إثباتاً لرسوخ عبادتها في قومه وأن هذه العبادات انتهت إليه عن أسلافه الأولين. ولكن الظاهر أن حضرة الأب كلما عثر على من شك في دينه أو جهل أمره عده نصرانياً تكثراً بالباطل وتبجحاً بما ليس وراءه طائل اه (الضياء ٥: ٢١٨)
ثم أيجهل حضرة الأب أن من التغالبة من اتبع سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان المتنبئة فليراجع الطبري ١: ١٩١١ ير أنهم تركوا التنصر مع رئيسهم الهذيل بن عمران وانضووا إليها. وعليه فلك تكن كل تغلب نصارى.