الإنسانية وقبضوا على مفاتيح القلوب وعرفوا طرق الوصول إلى امتلاكها فمثلهم مثل واعظ كلف أن ينهى النساء عن إتيأن المعابد بالزينة والروائح الطيبة فقال لقد شكا إلي واعظ البلدة انكن تأتين المعبد متطيبات وعلى رؤوسكن أنواع الزينة وأنه طال ما نهى عن ذلك فزادكن النهي تمادياً في الأمر فاجنبه أن لاحق لك في ذلك. فتعجب واستغرب وقال ما السبب قلت إلا أن الأدب يقضي على كل من تعلم أن رائحة فمها خبيثة أن تتعطر وتتزين حتى لا تؤذي جاراتها فما سمعت النساء هذا الكلام حتى صفقت كل واحدة تنزل ما على رأسها من أنواع الزينة حذر أن يظن أن رائحة فمها خبيثة ومن هجرن التزين والتخلق والتعطر واقتصرن على الذهاب إلى المعبد بالأثواب النظيفة فقط.
فلو لم يكن هذا الواعظ فظنا ذا علم بما ركب في الطباع لذهب كلامه بلا فائدة كما ذهب كلام واعظ البلدة من قبل.