أجمع وجلبوا إلى بلادهم سلع مصر وبلاد الكلدان وآسيا واختراعاتها.
هواؤها - لطف هواء بلاد اليونان حتى أن الجليد في أثينة لا يحدث إلا في كل عشرين سنة والحر معتدل في الصيف بما يهب عليها نسيم البحر وإلى اليوم لا يزال الشعب فيها ينام في الطرقات منذ شهر مايوأيارإلى أواخر سبتمبر أيلول والهواء فاتر جاف وكان يرى على بضعة فراسخ في القلعة المطلة على أثينة ريش تمثال بالاس وليست دوائر الجبال القاصية مستورة بالضباب كما هو الحال عندنا معاشر الفرنسيس بل أنها تنحل بأسرها في السماء الصافية. هذه البلاد بجمالها تدفع المرء أن يتخذ الحياة عيداً فيرى كل شيء يبسم حوإليه فمن نزهة في الحدائق بالليل واستماع أصوات الصراصير ومن الجلوس في ضوء القمر والضرب بالشباب وقصد الجبال للشرب من مائها واستصحاب أنراح وشربه على النغمات والأغاني وقضاء الأيام في الأيام في الرقص هذه هي ملاذ اليونان وما هي إلا ملاذ جيل من الناس فقير مقتصد فتي لا يعرف الهرم أبداً.
بساطة العيشة اليونانية - لا يتعب المرء من حرارة هذه البلاد ولا يشقى ببردها بل يعيش في الهواء الطلق مسروراً قليل النفقة ولا تقتضيه البلاد غذاء غريزاً ولا ثياباً ثقيلة ولا داراً مرفهة. فقد كان اليوناني بتبلغ بحفنة من الزيتون وسمك السردين ويلبس نعلاً وقميصاً ورداء كبيراً. وكثيراً ما يخرج حافياً مكشوف الرأس وداره بناية منيعة ليست من المتانة بحيث يدفع اللصوص عن دخولها بثقب حائطها ولا له الأثاث غير وبعض لحف وبضع أوان جميلة ومصباح وكأنت الجدران خالية من الزينة مبيضة بالجيرالكلس ولا يأوي إلى الدار إلا آونة النوم فقط.
بلاد اليونأن الأصلية
أصل اليونان - كان أصل الشعب الساكن في هذه البلاد الجميلة الضيقة النطاق من الجنس الآري أنسباء الهنود والفرس جاؤا مثلهم من أجيال آسيا. ولقد نسي اليونان تطواف أجدادهم الطويل فكانوا يقولون أنهم ولدوا من التراب كالصراصير. بيد أن لغتهم وأسماء أربابهم لم تترك مجالاً للشك في أصلهم. وكلن اليونأن الأول كسائر الآريين يقتاتون باللبن ولحوم القطعان ويسيرون مدججين بأسلحتهم وهم أبداً على قدم القتال ينضمون قبائل وفصائل تحت أمرة بطاركتهم.