للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أساطير - جهل اليونان أصولهم كسائر الشعوب القديمة فلم يكن لهم علم بمنشأ أسلافهم ولا بالزمن الذي توطنوا فيه أرض يونان ولا بشيء من أخبارهم وأعمالهم فيها. وإن حفظ ذكر الحادثات الطارئة كما وقعت ليتوقف على أعداد الأسباب لها ومن أسبابها الكتابة. غير أن اليونأن لم يعرفوها إلا حوالي القرن الثامن (ق. م) ولم يكن لهم واسطة لحساب السنين ثم اتخذوا بعد طريقة حساب السنين اعتباراً من المهرجأن العظيم الذي كانوا يختلفون به في أولمبياد كل أربع سنين وتدعى هذه المدة الفترة الأولمبية وقد وضعت الأولمبية الأولى عام ٧٧٦ فتسلسل تاريخ اليونان منذ ذاك الحين ولم يتصل بما وراء ذلك. ومع هذا فقد نقلت أساطير كثيرة عن هذه المدة الأولى في البلاد اليونانية وخصوصاً قصص قدماء الملوك والأبطال الذين كانوا يعبدونهم كانهم نصف أرباب وهذه الأقاصيص مشوبة بحكايات يتعذر الإلمام بما فيها من حق وصدق فقد ذكروا في أثينة أن الملك الأول المدعو سكر وبس كان نصفه ملكاً ونصفه حية وذكروا في ثيبة أن كاد موس مؤسس المدينة جاء من فينيقية للبحث عن أخت أوروبا التي خطفها ثور وكان قبل تنيناً وزرع أضراسه فنبت منها مقاتلة ومنهم تناسلت الأسرات الشريفة في ثيبة وزعموا في مدينة أرغوس أنه أصل الأسرة المالكة من بيلوبس وكان أعطاها المعبود زيوس كتفاً من العاج للاستعاضة عن كتفه التي أكلتها إحدى الأرباب. وهكذا كان لكل بلد أساطير يتلونها ويتنأقلونها وظل أبناء يونان يذكرونها إلى ما بعد ويثبتون لأبطألهم القدماء نصيباً من روح الربوبية مثل أبطألهم برسي وبيليروفون وهيراكليس وتيزي ومينوس وكاستورس وبول وكسي وميلميا كرس وأد نيس ومعظم اليونانيين بل أن الطبقة المنؤرة منهم اتخذوا هذه التقاليد حقائق لا نزاع فيها إلا قليلاً. تلقوها على نحو ما تؤخذ الحادثات التاريخية أخبار الحرب بين ابني أديبس ملك ثيبة وحملة الأرغون وت التي سافرت في طلب جزه الكبش التي قام بحراثتها ثورأن لهما أرجل من قلز تقذف النار من أفواهها.

حرب طروادة - أشهر هذه الأقاصيص كلها حروب طروادة وهي أوسعها بياناً وتفصيلا فيرون إنه كان نحو القرن الثاني عشر مدينة غنية ذات سطوة اسمها طروادة وكأنت الحاكمة المتحكمة على شاطئ القارة الآسيوية فجاء أحد أمراء هذه المدينة واسمه باريس إلى أرض يونان وسبى هيلانة حليلة منيلاس ملك إسبارطة فاتفق اغاممنون ملك أرغوس