اليونانية المعجبة المطربة. يقول اليونان أن مؤلفهما هوميروس كان أحد أبناء يونان من مدينة أيونية وعاش نحو القرن التاسع أو العاشر ويمثلونه على صفة شيخ ضرير فقير يهبط أرضاً ويصعد أرضاً وتنازعت سبع مدن شرف نسبته إليها تدعى كل منها أنها مسقط رأسه وقد وقع التسليم بذلك تقليداً بدون مناقشة فيه. وفي أواخر القرن الثامن عشر قام أحد علماء الألمان واسمه فولف وأبان بعض تناقض في هاتين القصيدتين أداه أن يجزم بإنهما ليستا من نظم شاعر واحد ولكنهما كتاب مؤلف من مقاطيع لشعراء مختلفين وقد حمل أهل العلم على هذه القضية حملات وهم بين مثبت لها ومنكر لها تماماً وظلوا مدة نصف قرن يتنازعون في وجود هوميروس أو عدمه وما زال فريق أهل العلم إلى اليوم على أن المسألة متعذر حلها. ومن المؤكد أن هذه القصائد قديمة العهد جداً وربما كانت من القرن التاسع. ألفت الإلياذة في آسيا الصغرى وربما تألفت من مجموع قصيدتين خصت أحدهما بحروب الطروادة وثانيتهما بحوادث أشيل أما الإذويسية فإنها على مجموع الإلياذة بعينه.
اليونان على عهد هوميروس - يتعذر علينا أن نوغل في نوغل في تاريخ اليونأن إلى قرون بعيدة. وأشعار هوميروس أقدم مستند بشأنهم. ولما نظم الشاعر منظومته نحو القرن التاسع قبل المسيح لم يكن لبلاد اليونان إذ ذاك اسم يطلق على سكان اليونانية قاطبة فسمأهم هوميروس باسم قبائلهم الأصلية ويظهر أنهم كما وصفهم قد نجحوا منذ غادروا إلى آسيا فعرفوا حرث الأرض وبناء المدن الحصينة وتألفوا شعوباً صغيرة. وأطاعوا ملوكاً لهم وكان لهم مجلس شيوخ ودار ندوة وقد فاخر اليونان بحكومتهم واحتقروا الشعوب النازلة بقربهم لأنهم كانوا دونهم فدعوهم البرابرة. ولقد صرخ عولس بخشونة السيكوليس بقوله: (ليس لهم قواعد في العدل ولا أندية يتشاورون فيها وأفرادهم يحكمون نساءهم وأولادهم بالذات ولم يعرفوا الكتابة ولا النقود ولا تطريق الحديد وقلما كانوا يجرؤون على ركوب البحر وتجشم أخطاره ويزعمون أن الغول سكن جزيرة صقيلة.