على مدينة طروادة كانت عاصمته مدينة طروادة وأن زوجته قتلته عند عودته من هذه الغزاة بالقرب من قصره. ولقد عرف اليونان مكان ميسينيا لأنها كانت مأهولة إلى القرن الخامس قبل المسيح ولا يزال إلى اليوم حول الجبل سور من الصخور الضخمة مصفوفة بعضها فوق بعض بدون ملاط يلحم بين أجزائها وتحتها خمسة أمتار وكان اليونان يدعون هذا السور الحيطأن السيكلونية اعتقاداً منهم بأن الجبابرة سيكلون قد أقاموا بنيانها ورفعوا قواعدها. ويدخل إلى هذا السور باب علوه زهاء ثلاثة أمتار مؤلف من ثلاثة صخور هائلة وفوقها عمود بين أسدين منقوشين وهذا هو باب الأسود.
ولما اكتشف شيلمأن سنة ١٨٧٦ مدينة طروادة عزم أن يبحث عن قبر اغاممنون في ميسينيا وكان الحفر قد جرى فيها غير بعيد عن سطح الأرض فحفر شيلمأن في التراب حتى وصل إلى الصخر فلما كان على عشرة أمتار من العمق عثر على ستة قبور فيها سبع عشرة جثة مع كمية كبيرة من الحلي الذهبية وأساور وعقود ودبأبيس وتيجان وسبعمائة سفيقة ورقة ذهب وزهاء مائتي سيف وخنجر مع نضال مموهة بالذهب والفضة. وكان على وجوه بعض الجثث برقع من السفيقة وكانت هذه القبور على ما ظهر مدافن أمراء ميسينيا.
ومنذ ذاك العهد اكتشف الباحثون في كثير من أنحاء اليونان أشياء كثيرة ومنها أواني خزفية وحلي تشبه خزف ميسينيا وحليها وقد عثر في بعض الأحيان بين هذه الدفائن على حلي مصرية من عهد الدولة التاسعة عشر فاستنتجوا من ذلك بإنه كان في يونان منذ الزمن العريق في القدم (بين القرن الثامن عشر والخامس عشر ق. م) ملوك أصحاب شوكة ويستصنعوا الأثار النفيسة وهذا ما دعي بالتمدن الميسيني.
أشعار هوميروس - أن القصيدتين المنسوبتين للشاعر هوميروس وهما الإلياذة التي ذكرت فيها حروب اليونان ورجولية أشبيل أمام طروادة والأوذيسية التي جاءت فيها حوادث عولس بعد سقوط طروادة. هاتأن القصيدتان هما اللتان إذاعتا في أطراف العالم أجمع سقوط مدينة طروادة. وقد حفظتا قروناً دون أن يكتبا فكان المغنون الذين ألفوا الترحل يستظهرون أبياتاً طويلة منهما وينشدونها في الأعياد. وفي القرن السادس أمر أحد أمراء أثينة واسمه بيزيستران أن تجمع القصيدتان وتكتبا فأصبحتا بعد وما زالتا أبداً أجمل الآداب