للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغلب مذهب الأوزاعي على الشام وعلى جزيرة [١] الأندلس أولًا [٢]، إلى أن غلب عليها مذهب مالك بعد المائتين، فانقطع منها [٣].

وأما مذهب الحسن والثَّوْري فلم يكثُر [٤] أتباعهما ولم يطُل تقليدهما، وانقطع مذهبهما عن قريب.

وأما الشافعيّ فكثُر أتباعه وظهر مذهبُه ظهور مذهبَيْ مالكٍ وأبي حَنيفة قبله، وكان أولُ ظهوره بمصر، وكَثُر [٥] إصحابه [٦] بها مع المالكية، ثم بالعراق [٧] وبغداد [٨]، وغلب عليها وعلى كثير من بلاد خراسان، والشام، واليَمن، إلى وقتنا هذا، ودَخَل [٩] (ما) وراء النهر وبلادَ فارس [١٠]، ودخل شيء منه بلاد إفريقية [١١] والأندلس بأخرَةٍ [١٢] بعد الثلاثمائة.

وأما مذهبُ أحمد بن حنبل فظهر ببغداد، ثم انتشر بكثير من بلاد الشام وغيرها، وضعف الآن.

وأما أصحاب الطَبري وأبى ثَور [١٣]، فلم يكثُروا ولا طالت مُدتُهم، (*) وانقطع أَتباع أبي ثَور بعد ثلاثمائة، وأَتباعُ الطبري بعد أربعمائة.

وأما داود فكثُر أتباعُه، وانتشر ببغداد وبلاد فارس مَذهبُه، وقال به قوم قليلٌ بإفريقية والأندلس، وضعف [١٤] الآن.


[١] وعلى جزيرة: أ ب ت ك ط، وإلى جزيرة: خ
[٢] أولا: خ ب ت ك، أ ط.
[٣] منها: خ، - أ ب ت ط ك.
[٤] يكثر … يطل تقليدهما: أ ب ت ط ك. يكن … يبطل تقديمها: خ.
[٥] وكثر: ب ت ك ط خ، وأكثر: أ
[٦] أصحابه: أ ت خ ط ك، أتباعه ب.
[٧] ثم بالعراق: أ ب خ ط، وبالعراق ت، غير واضحة في ك
[٨] وبغداد: أ ب ت ك، وببغداد: خ.
[٩] ودخل: أ ب ت ك، - خ
[١٠] فارس: أ ب ت ك، فاس: خ.
[١١] شيء منه بلاد إفريقية: تصويب، شيء منه من بلاد افريقيا: خ، منه شيء أفريقية: ب ت ك، ودخل سنة ستين بلاد أفريقية: أ
[١٢] بأخرة: ب ك خ، بآخرة: أ، فآخره: ت.
[١٣] وأبى ثور: أ ب، وأبو ثور: خ، والثوري: ت ك.
[١٤] وضعف: ب ت ك خ، فضعف: أ.