للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نيّفًا وستين سنة أحد من علمائها، يأخذ عنه أهل المشرق والمغرب ويضربون إليه أكباد الإبل غيره.

وأما رواية: "عالم المدينة" أو "أهل [١] المدينة" فقد ذكر محمد بن إسحاق المخزومي أبو المغيرة أن تأويل ذلك: ما دام المسلمون يطلبون العلم فلا يجدون أعلم من عالم المدينة [٢]، كان بها أو بغيرها؛ فيكون على هذا سعيد بن المسيّب، لأنه النهاية في وقته، ثم بعده غيره ممن هو مثلُه من شيوخ مالك، ثم بعدهم مالك، ثم بعده مَن قام بعامه وصار أعلم أصحابه بمذهبه، ثم هكذا، ما دام للعلم طالِبٌ، ولمذهب أهل المدينة إمام.

ويجوز على هذا أن يقال: هو ابن شهاب في وقته وفنه، والعُمَريّ في وقته وفنّهِ، ومالك في وقته وفنه،، ثم إذا اجتمعت اللفظتان اختصَّ مالك بقوله: "من عالم بالمدينة"، ودخل [٣] في جملة علماء المدينة باللفظة الأخرى [٤].

وقال بعض المالكية: إذا اعتبرت كثرة من رَوَي عن مالك من العلماء ممن تقدمه أو عاصره أو تأخر عنه، على (*) اختلاف طبقاتهم وأقطارهم وكثرة الرّحلة إليه، والاعتماد في وقته عليه، دَلّ بغير مرية أنه المراد بالحديث؛ إذ لم نجد [٥] لغيره من علماء المدينة، ممن تقدمه [٦] أو جاء بعده، من الرُّواة والآخذين [٧] إلا [٨] بعض من [٩] وجدنا له.

وقد جمع الرواة عنه غير واحد، وبلغ بهم [١٠] بعضهم في تسمية من


[١] أو أهل: أ ت خ ك، وأهل: ب.
[٢] من عالم المدينة: ب ت ك، من عالم بالمدينة: أ، من المدينة: خ.
[٣] ودخل: ب ت ك خ، وداخل: أ
[٤] باللفظة الأخرى: أ ك ت ب، باللفظ الآخر: خ.
[٥] إذ لم نجد: ب ت ك أ، إذا لم يجد: خ لغيره: ب ت ك خ، غيره: أ
[٦] تقدمه: ب ت ك خ، تقدم قبله.
[٧] والآخذين: ت ك، الآخذين: ب من الآخذين: خ الآخذين: خ، والآخرين: أ
[٨] إلا: أ ك ت، - خ ب
[٩] من: أ ت ك خ، ما: ب.
[١٠] بهم أ ب ت ك، به: خ.