قال: قالت الأباضية: إن من أذنب ذنبا فهو من أهل النار، وقالت المرجئة: لا تضر الذنوب مع التوحيد.
أتى يزيد عظيما جسيما، ويفعل الله في خلقه ما أحب.
ثم انصرف.
وذكر أن رجلا من أصحاب محمد، دخل بمصر حماما عليه رجل يهودى، فتناظر معه الرجل، فغلبه اليهودى لقلة معرفة الرجل.
فلما حج محمد بن سحنون، صحبه الرجل، فلما دخل مصر، قال له: امض بنا أصلحك الله إلى الحمام الذي عليه اليهودي.
فلما دنا خروج محمد، سبقه الرجل، وأنشب المناظرة مع اليهودى حتى حانت الصلاة، فصلى محمد الظهر، ثم رجع معه إلى المناظرة حتى حانت العصر، فصلاها محمد، ثم كذلك إلى العشاء، ثم إلى العشاء الأخيرة، ثم إلى الفجر، وقد اجتمع الناس، وشاع: الفقيه المغربي يناظر اليهودي!
فلما حانت صلاة الفجر، انقطع اليهودى وتبين له الحق، وأسلم، فكبر الناس وعلت أصواتهم.
فخرج محمد وهو يمسح العرق عن وجهه، وقال لصاحبه: لا جزاك الله خيرا، كاد أن تجرى على يديك فتنة عظيمة، تناظر يهوديا وأنت ضعيف، فإن ظهر عليك اليهودى لضعفك، افتتن من قدر الله بفتنته، أو كما قال.
* * *
وذكر أن رجلا عراقيا كان يؤذى محمد بن سحنون، وينال منه، فاشتد عليه مرة الفقر، فقام بباله قصده، فنهته امرأته لما عرفته منه، فلم يقبل منها ووصل إليه فقال: جئت أستعينك واستعفيك.