للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجلسه، فلما قضى مجلسه أخذ بيده، وحمله إلى منزله، ودفع إليه عشرين دينارا، ثم كتب له ثلاثين كتابا إلى ثلاثين رجلا من أصحابه بالساحل، يسأل كل واحد أن يشترى له جارية.

فوصلت إليه ثلاثون جارية، فأمر ببيع خمسة منهن، وأصلح بثمنهن حال خمسة وعشرين، ودفعهن إلى الرجل.

***

وحكى المالكي قال: كانت لمحمد بن سحنون تسعة أسرة، يريد لكل سرير سرية، وكانت له سرية يقال لها أم مدام (٢٧٣)، فكان عندها يوما وقد شغل في تأليف كتاب إلى الليل، فحضر الطعام، فاستأذنته، فقال لها: أنا مشغول الساعة.

فلما طال عليها، جعلت تلقمه الطعام، حتى أتى عليه، وتمادى على ما هو فيه إلى أن أذن لصلاة الصبح، فقال: شغلنا عنك الليلة يا أم مدام، هات ما عندك.

فقالت: قد والله با سيدى ألقمته لك.

فقال لها: ما شعرت بذلك.

***

قال سليمان بن سالم: قال لي محمد بن سحنون: دخلت مسجد مدينة النبي ، فإذا بحلقة عظيمة، فيها شيخ متكئ، فجلست كما نزلت من المحمل بثياب السفر، فوجدتهم يتنازعون في مسألة من أمهات الأولاد، فأدخلت عليهم فيها حرفا، فنبههم الشيخ عليه، واستوى جالسا، ثم زدت حرفا آخر، فقال لي: أين بلدك؟

قلت: أصلحك الله، رجل حاج.

فقال: أين بلدك؟


(٢٧٣) ا، ط، ك: أم مدام - م: أم مدلج - وفى هامش هذه النسخة الأخيرة: "أم مراح".