للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأكثر شيء نلته من وصالها … أمانى لم تصدق كلمحة بارق

كيف يصح لك التوحيد، وكلما ملكت شيئا ملكك، وكلما أبصرت شيئا أسرك؟

وقال رجل للشبلى: هل شاهده أحد بحقيقة (٨٦).

فقال: الحقيقة بعيدة، ولكن ظنون وأمان وحسبان، ما إن ترى له تحقيق حال، شوشه بالتلبيس والإشكال، وأنشد:

وكذبت طرفى فيك والطرف صادق … وأسمعت أذنى فيك ما ليس تسمع

ولم أسكن الأرض التي تسكنونها … لكى لا يقولوا أنني فيك مولع

فلا كبدى تهدا ولا لك رحمة … ولا عنك إقصار ولا فيك مطمع

وسئل إلى ماذا تحن قلوب العارفين؟

فقال: إلى بدايات ما جرى لهم في الغيب من حسن العناية في الحضرة لغيبتهم عنها.

وأنشد:

سقيا لعهد كم الذي لو لم يكن … ما كان قلبى للصبابة معهدا

* وقيل له: إلى ماذا تستريح قلوب المشتاقين؟

قال: إلى سرور من اشتاقوا إليه وموافقته وأنشد:

أسر بمهلكي فيه لأنى … أسر بما يسر الألف جدا

ولو سئلت عظامي عن بلاها … لأنكرت البلا وسمعت جحدا

قال الصعلوكي: ووقف سائل على حلقته، فجعل يقول: يا الله يا جواد،


(٨٦) ا ط: هل شاهد أحد الحقيقة - م: هل شاهدت الحقيقة.