للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقومه له على طاعة عظيمة، وكان يبطن رأى الصفرية، ويتمذهب بمذهب الخوارج، فقام على بنى عبيد، والناس يتمنون قائما عليهم، فتحرك الناس لقيامه، واستجابوا له، وفتح البلاد ودخل القيروان.

وفر إسماعيل إلى مدينة المهدية، فنفر الناس مع أبي يزيد إلى حربه، وخرج فيهم فقهاء القيروان وصلحاؤهم، ولأوا أن الخروج معه متعين لكفرهم، إذ هو من أهل القبلة، وقد وجدوه يقاتلونهم معه.

وكذلك كان أبو إسحاق السبائى يقول، ويشير بيده إلى أصحاب أبي يزيد -: هؤلاء من أهل القبلة، وهؤلاء ليسوا من أهل القبلة - يريد بنى عبيد - فعلينا أن نخرج مع هذا الذي من أهل القبلة لقتالهم، فإن ظفرنا بهم لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد، والله يسلط عليه إماما عادلا يخرجه عنا.

وحكى أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي بـ (٨٧١)، أن فيمن خرج معه: أبو الفضل الممسى، وربيع بن سليمان القطان، وأبو العرب بن تميم، وأبو إسحاق السبائى، وأبو عبد المالك مروان بن نصرون الزاهد، وأبو حفص عمر بن محمد العسال، وعبد الله بن محمد الشقيقي، - في جماعة من المدنيين - وإبراهيم بن محمد المعروف بالعشاء (٨٧٢) الحنفى، وغيرهم.

ولم يتخلف من فقهاء المدنيين المشهورين، إلا أبو ميسرة، لعماه، ولكنه "ممن حرض على الخروج، والا أبو سعيد بن أخي هشام، فإنه يقال ان الجبن منعه من الخروج، ولكنه" (٨٧٣) مشى شاهرا سلاحه في القيروان مع الناس، باجتماع المشيخة على الخروج.

ووجهوا إلى الممسى ليروا رأيه في ذلك، وكان عباس الممسى في ذلك الحين * مريضا بمنزله، وأنذر الناس إلى الجامع، فحضروا، وتكلموا في الأمر، فذكر الربيع خبر والدته، وذكر العشاء ثقل وضوئه،


(٨٧١) أ ط: وحكى أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي - م: وحكى أبو عبد الله محمد المالكي.
(٨٧٢) م: المعروف بالعشاء - ط: المعروف بالعمشاء - أ: المعروف بالمعما.
(٨٧٣) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.