للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم مالت عليه الدُّنيا بعدُ.

وروى مثل هذا عن ربيعة.

قال أنس بن عياض: جالستُ ربيعةً، ومالكٌ يومئذ يجلس معنا، وما يعرف إلّا بمالك أخى النضر، ثم ما زال حرصه على طلب العلم حتى صِرنا نقول: النَّضْر أخو مالك، وكان مالك طلَبه حين يتبع ظلال الشجر [١] ليتفرغ لما يريد، فقالت أخْتُه لأبيه: هذا أخى لا يأوى مع الناس، قال يا بُنيَّة: إنه يحفظ حديث رسول الله، .

قال مالك كان لي أَخٌ في سن ابن شهاب، فألقي أبي علينا يومًا مسألة فأصاب أخي وأخطأتُ، فقال لي أبى: ألهَتْك الحمام عن طلب العلم، فَغَضِبْتُ وانقطعت إلى ابن هرمز سبع سنين، وفي رواية ثمان سنين، لم أخلطه بغيره، وكنت أجعل في كُمّى تَمْرًا، وأناولهُ صبيانَه وأقول لهم: إن سأَلكم أحدٌ عن الشيخ فقولوا: مشغول.

وقال ابن هرمز يومًا لجاريته: مَن بالباب؟ فلم تَرَ إلا مالكًا، فَرَجعت فقالت له: من ثم إلا ذلك الأشْقَر، فقال لها دَعيه، فذلك عالِم الناس.

وكان مالكٌ قد اتخذ تُبَّانًا [٢] (١) محشوا المجلوس على (*) باب ابن هرمز يتقى به برد حَجَرٍ هناك، وقيل: بل بَردْ صحْن المسجد، وفيه كان مجلس ابن هُرمز.

قال مالك: إن كان الرجل ليختلف للرجل ثلاثين سنة يتعلم منه، فظننا أنه يريد نفسه ابن هرمز، وكان ابن هرمز استحلفه أن لا يذكر اسمه


[١] ظلال الشجر ب خ ط ك ت، ظلال الشمس: أ
[٢] تبانا: ب ت ك ط خ، تيابا: أ.