ولما قدم حماد بن زيد المدينة لم يأته أحد من أصحاب مالك فراح حماد فشكى ذلك إليه.
فقال: أنا أمرتهم بذلك.
فقال ولم؟ يا أبا عبد الله؟ قال لأنكم يا أهل العراق تكتبون بالمدينة عمن لا شهادة له عندنا.
فيتوهم عليكم أنكم تفعلون هكذا في بلادكم.
فرجع حماد فأسقط عامة علمه.
قال سحنون: جاء وافد أهل مصر سؤلاتهم لربيعة، فوجدوه قد مات.
قال: فلم أرد أن أرجع بغير جواب، فرأيت في المسجد حلقة يخوضون في العلم فجلست إليهم وخبرتهم أمري وقلت لهم إن كان لكم أجيبوني أو فأرشدوني.
فأشار إلي جميعهم إلى مالك بن أنس، وهو يومئذ شاب جالس إلى عمود وحده ولم أدع حلقة إلا جلست إليها، وسألتهم فكلهم يدني عليه فأتيته فأخبرته بخبري وبما دلني القوم عليه، وذكر أنه سأله فكلما قرأ عليه مسألة بكى.