للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنو عبيد قضاءها، ورفع إلى القيروان فامتنع، ولم يلبث إلا يسيرا حتى مات، فذكر أنه دعا على نفسه. ولم يأخذ إذ كان حاكما لحماس أجرا ولا صلة، وسار في ولايته بالعدل.

وكان فقيها [١] صليبا، مغيرا للمناكير، لا يهاب [٢] في إقامة الحد سلطانا ولا غيره، وكان يتسمى بالحاكم [٣].

وكان إذا وردت عليه الكتب من السلطان في أمر يحدث، جميع أصحابه إلى نفسه، وقرأ عليهم الكتاب واستشارهم، فإن اتفقوا على شيء خاطب به، وإن اختلفوا [٤]، قال لكل واحد اكتب ما رأيت بخطك. ثم ينظر فيما كتبوه، فيكتب بما يختار منه.

وأسقط شهادة رجل كان ينزل من حانوته، فينصرف [٥] متزرا بمئزر عاري البدن، وقال له: أسقطت مروءتك وهمتك [٦].

وكان يأمر من يمشى على [٧] شاطئ البحر والمواضع الخالية، فإن وجدوا رجلا مع غلام حدث، أتوا بهما إليه، فإن لم تقم بينة على أنه ابنه أو أخوه، وإلا عاقبه. وكان يجلس أيام مواسم الرباط، بحيث [٨] يشرف [٩] لاطلاع مثل هذا.


[١] فقيها: ط م. فيها: أ.
[٢] يهاب: ط م، يخاف: أ.
[٣] يتسمى بالحاكم: أ ط. يتسم بالحلم: م.
[٤] وإن اختلفوا: أ ط. فإن اختلفوا: م.
[٥] فينصرف: ط م. فيتصرف: أ.
[٦] وهمتك: أ ط، وسمتك: م.
[٧] على: أ ط - م.
[٨] بحيث: ط م. من حيث: أ.
[٩] يشرف: ط. يتشرف: م. يتصفر: أ.