للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلغه أن رجلا جاء لابنة له [١] بمزهر لطيف تلعب به، فمزقه وزجره [٢].

وكان لا يضمن صاحب الحمام بسوسة ما تلف عنده، وإلزامه الثمن على مشهور قول مالك، فكثر مشتكوه [٣]، فحكم عليه بالضمان لما حدث به يحيى بن عمر عن الحارث، عن ابن وهب، عن مالك، في تضمين صاحب الحمام. قال: فما شكي إليه به [٤] بعد.

وكتب إليه حماس - في أمر نظر فيه الحسن بن نصر - أن يلتزم فيه الرفق والتؤدة [٥] والمداراة، فكتب إليه الحسن بالتشديد في إقامته، وكان عنوان الكتاب: من الحاكم بن نصر.

فلما رأى حماس الكتاب رمى به وقال: من الحاكم، من الحاكم! - وكأنه عز عليه ذلك. وكان حماس لا يكتب من القاضي إلا في الأحكام.

ثم نظر في الكتاب، ورأى فيه من صرامته في الحق ما أعجبه، وكان فيه: قد أنفذت الحق - كما يجب، وما [٦] كان لله فلا يدارى [٧] فيه.

فسكن عنه ماكان به، ثم قال: نعم يا أبا علي! من الحاكم، وإن شئت فاكتب: "من القاضي" فإنك أهل لذلك.


[١] لابنة له: أ. لابنته: ط م.
[٢] وزجره: ط م، وحرقه: أ.
[٣] فتشكوه: أ م. فشكوه: ط.
[٤] شكى إليه به: أ ط. اشتكى إليه أحد: م.
[٥] والتؤدة: أ م - ط.
[٦] وما: ط م، ولما: أ.
[٧] يداري: ط، مراء: م. يرى: أ.