للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم تجرى على يديه، فكان لا يعطي منها الدهاقين الذين أعدوها مكسبة. ويؤثر بها أهل العفة والستر.

قال أبو الحسن الحجاري: كان ثقة حافظا للمسائل والرأي ركنا من أركان الدين، وكان كثير التقزز [١] في طهارته، والإسباغ في وضوئه وغسله يكرر ذلك ويعيد، حتى يخرج إلا الإفراط، وكان لا يكاد تمس ثيابه ثياب غيره، وإذا قام عن [٢] موضع جلس فيه من لا يعلم، نظافته لم تطب نفسه بقول أحد يزكيه، ونضح ثيابه وكان لا يقعد في موضع، ولا يستند إلى شيء حتى يستبرى نظافته بالمسح والنفض والكنس، فيقال له في ذلك، فيقول: قد [٣] استنكحني التوهم في هذا.

وكان [٤] أعد لصلاته كسوة غير كسوة مهنته، لا يلبسها لغير الصلاة، وكذلك آنيته التي يشرب منها ويتوضأ، مجنبة عن غيره، لا يشارك فيها في أغشية يخمرها [٥]، وكان قد هيأ لكل شيء من آلاته [٦] غطاء، ولا يركب دابة [٧] إلا معقودة الذيل، حذرا من شيء يعلق به مسرفا في التحفظ من ذلك.

وابتلي مرة بامرأة غسلت [٨] نجاسة من فوق غرفة - وهو مجتاز، فأصابته ولوثت ثيابه، فرجع إلى منزله متهوعا، فقاء كثيرا، وخلع الثياب واغتسل، وبدل جميع كسوته، وأمر بغسل ثيابه تلك [٩] مرات، وبيعها والبراءة مما أصابها، وتصدق بثمنها - شكرا [١٠] لله - إذ وقى جسمه مباشرة تلك النجاسة.


[١] التقزز: أ. التقرر، ط م.
[٢] عن، ط م، من: أ.
[٣] قد: أ ط م.
[٤] قد: م - أ ط.
[٥] يخمرها، أط. يخبؤها: م.
[٦] آلاته، أ ط. الآلة، م.
[٧] دابته: أط. دابة: م.
[٨] غسلت، ط م، صبت: أ.
[٩] رأى: أ ط. يرى: م. تلك ط م. ذاك: أ.
[١٠] ويكبر: م، ويشكر: أط.