ذلك في عيون الناس وقلوبهم النجم رفعة وجلالة، حتى رئيس البلد ابن جهور ينزل الى مسجده في الأحيان، لمهم الأمور، ويأخذ فيها رأيه هناك، وربما جمع له بقية فقهاء الشورى، فيقضي قضاءه، وينفذ أحكامه هناك. سمعت شيخنا أبا محمد عبد الرحمن ابن أبي عبد الله بن عتاب يقول: كان أبي يقول لا غنى للطالب عن الإجازة، وإن سمع الديوان أو الحديث قراءة على المحدث أو منه لجواز السهو والغفلة والسنة على أحدهما، قال: وعلى هذا اعتمدت في روايتي. وروى لنا عنه أنه كان لا يزيد في الرد إذا شمت عند العطاس يرحمك الله على قوله: وإياكم. وأريد أبو عبد الله بن عتاب على القضاء غير مرة، فامتنع ولم يقدر عليه بشيء. طلبه أهل طليطلة، وأهل المرية لقضاء بلدهم على عادتهم معاً في كون القضاء عندهم في غير بلدهم للتنافس الذي كان بين أهل هذين البلدين في القضاء، فكانوا يطلبونه من غيرهم، فطلب أهل هذين البلدين ابن عتاب لذلك، وبذلوا له ليقبل ذلك الرزق الواسع فامتنع، ولما مات