للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ك -

فدعا عليه، فمات فجأة في الحمام يوم الدُّعاء عليه (٧٢).

وقالت أيضا: إن المهدى هو الذي أمر بقتله بعد أَن ادّعى عليه أهل بلده بأنه يهودي، لا، لأنه كان لا يخرج يوم السبت … فقتله المهدي لأجل دعوة الغزالي (٧٣).

وأما الأمة المغربية، فكانت أصابُعها تشير إلى الموحدين تتّهمهم وتقول: "سم ابن العربي، وخُنِق اليحصبي (٧٤). وتقول، وهي تعدُّه، بقولها هذا في الشهداء: "سمه يهودى" (٧٥).

ورُؤَاها المتعلقة بعياض، والتي تربطها ببلده حيث نشأ ودرج وأَفاد وأرشد، وبالجزيرة الخضراء حيث أزال عن أهلها مظالم بعض حكامها، (٧٦) ومراكش حيث قدّم نفسه فداءً لمواطنيه، - هذه الرُّؤَى (٧٧) كانت تشير جميعا إلى أنه في الجنة منعّمًا مكرمًا، جزاءً لما قدمه من أعمال الخير يوم كان حيًا يسْعَى، وأجابت أمته عن كلّ ما من شأنه أن يمس ذكراه العاطرة بكلمتها التي ردّدتها الشفاه أعواما تتلوها أعوام: لولا عياض لما ذكر المغرب.


(٧٢) طبقات الشعراني ١/ ١٥.
(٧٣) فهرس الفهارس ٢/ ١٨٥.
(٧٤) المرقبة العليا ٩٥.
(٧٥) الديباج ١٧٢.
(٧٦) التعريف ١٣١.
(٧٧) التعريف ١٢٩ - ١٣١.