للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- يط -

في سابع جمادى الأخيرة، أو في رمضان من سنة ٥٤٤ هـ.

وانطلقت في الفضاء بعده الرُّؤَي والمنامات والقصص والحكايات؛ له، وعليه.

وما أكثر ما تُحاك الأقاصيص حول النابهين من الناس بعد أن يفارقوا هذه الحياة الدنيا!

وما أسهل أن يقول فيها القائلون: إنها خرافات لا تثبت للنقد ويُبعدوها عن مادة التاريخ!

وهو صنيعٌ خاطيء تسخر منه الخبرة بنفسيات الشعوب والأمم.

إن هذه الجنود المجنَّدة من الحكايات، وهو التعبير الذي اختاره لها أسلافنا، هي الأسلوب ذو المنطق الخاص الذي يبعد الزمان والمكان، وكثيرًا من مُقررات وقواعد الأحاديث الرسمية من حسابه، وهو الطريقة التي تختارها الشعوب للتعبير عن إحساسها نحو من تريد أن لا تنساهم من الناس، ولتسجيل رأيها فيهم.

ففي رؤاها وأحلامها وأقاصيصها وأسجاعها وأمثالها، وفقرها القصيرة اللتي تشبه الأمثال، وتطير كالسهام - في هذه الصور جميعا تصوغ أفكارها، وتسكب حبّها أو كراهيتها لأولائك الذين تستودعهم التراب.

ولأمرٍ ما قالوا: "لسانُ الخلق أقلام الحق".

والذي دفنوا عياضا فئتان من الناس: حكام الموحّدين وسادتهم، وأمة المغرب، وشعور الفئتين نحوه مختلف متباعد.

أما الموحّدون فحكت أقاصيصهم أن الغزالى بلَغَه رأىُ عياض في كتبه،