للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المروي كان مالك إذا جلس معنا كأنه واحد ينبسط معنا في الحديث وهو أشد تواضعاً منا له.

فإذا أخذ في الحديث تهيبنا كلامه كأنه ما عرفنا ولا عرفناه.

ولما حج هاشم بن جريج وهو حدث أتى مالك بن أنس وقد رحل الناس بورقتين من حديث، فقال له: أقرأ هذه الأحاديث فقد مضى الناس.

فقال مالك ينتظر أحدكم حتى إذا رحل النسا جاء فقال: أقرأ لي، فقد رحل الناس.

فالتفت هاشم إلى مالك فقال أصلحك الله إن تكن حاجة أو أمر تأمر به انتهيت إلى طاعتك ووقفت عند أمرك وفرحت بذلك في نادي قومي، وسدت به على عشيرتي استودعك الله، فإن طاعتك فرض وقولك حكم استودعك الله.

قال مالك مثل هذا طلب العلم، ردوه.

فبعث في طلبه فأتى به فقرأ له ثم انصرف.

قال القروي لما كثر الناس على مالك قيل له لو جعلت مستملياً يسمع الناس.

قال: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول) .

وحرمته حياً وميتاً سواء.

قال ابن مهدي وما أدركت أحداً إلا يخاف هذا الحديث إلا مالكاً وحماد بن زيد فإنهما كانا يجعلانه من أعمال البر.

وكان مالك يقول لا ينبغي لأحد عنده علم أن يترك التعليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>