للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدراية، من ذوي الاجتهاد في العباد والزهاد، مجاب الدعوة، له مناقب يضيق عنها الكتب [١]؛ عالمًا بالاصول، والفروع، والحديث، وغير ذلك من الدقائق [٢]؛ وذكره أبو عبد الله ابن أبي صفرة [٣] فقال: كان فقيه الصدر.

قال أبو الحسن: لما رحلت إلى الإبياني أنا، وأبو محمد الاصيلي، وعيسى - يعني ابن سعادة الفاسي، كنا نسمع عليه، فاذا كان بعد العصر ذاكرنا في المشكل؛ فتذاكرنا يومًا وطال الذكر، فخصني بأن قال لي: يا أبا الحسن، لتضربن اليك آباط الابل من أقصى المغرب، فقلت له [٤] ببركتك - ان شاء الله، ولما نرجوه من النفع بك؛ ثم جرى لي منه ذلك يوما آخر، ثم ذاكرني يومًا ثالثًا، فاستحسن فهمي له، فقال لي مثل ذلك؛ فقلت له: ببركتك - إن شاء الله، فقال لي: والله لتضربن إليك آباط الابل من أقصى المغرب.

وعليه تفقه أبو عمران الفاسي، وأبو القاسم اللبيدي، وغيرهما؛ وروى عنه أبو بكر عتيق السوسي، وأبو القاسم ابن النساري [٥]، وابن سمحان، وابن أبي طالب العابد، والحوي [٦]، وأبو عمر [٧] بن العتاب، وابن محرز [٨]، وابن سفيان، وأبو محمد اللوتي [٩]،


[١] الكتب: ا، الكتاب: ط ن.
[٢] الدقائق: ا، الرقائق: ط ن.
[٣] صفرة: ط ن، صفوة: ا.
[٤] له: ا ط - ن.
[٥] النساري: ا ط، الحسارى.
[٦] والحوى: ا، والحرى ط، والحربي: ن.
[٧] وابو عمر: ا ط، وابو عمرو: ن.
[٨] وابن محرز: ا ط، وابن جحدر: ن.
[٩] اللوتي: ا ط، اللوى: ن.