للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي، فقال لي: ابشر يا علي، أعلى الله قدرك في الدنيا والآخرة؛ فلما ضمت دابة أبي الحسن، أخذ الجبنياني بركابه، وكانت عادته لمن فيه قابلية علم أو خير.

قال الشيرازي: وجلس مجلس ابن شبلون بعد وفاته، وكان أبو سعيد بن أخى هشام يعظم الشيخ أبا الحسن ويقول: أبو الحسن لا يحاسب علي مكيال ولا ميزان، وان كان لا يدخل الجنة إلا مثل أبي الحسن، فما يدخلها منا أحد!

وذكر ابن سعدون أن أبا الحسن لما جلس [١] للناس وعزم عليه في الفتوى، تأبى وسد بابه دون الناس؛ فقال لهم أبو القاسم بن شبلون: اكسروا عليه بابه، لانه قد وجب عليه فرض الفتياء هو أعلم من بقي من القيروان [٢]؛ فلما رأى ذلك، خرج اليهم ينشد:

لعمر أبيك ما نسب المعلى … إلى كرم وفي الدنيا كريم

[ولكن البلاد إذا اقشعرت … وصوح نبتها رعي الهشيم] [٣]

قال حاتم الطرابلسي صاحبه: كان أبو الحسن فقيهًا عالمًا، محدثًا، ورعًا، متقللًا من الدنيا، لم أر أحدًا ممن يشار إليه بالقيروان بعلم، إلا وقد جالسه وأخذ عنه؛ يعترف الجميع بحقه، ولا ينكر فضله.

وقال محمد بن عمار الميورقي في رسالته - وذكره، فقال: متأخر في زمانه، متقدم في شأنه: العلم [٤] والعمل والرواية


[١] جلس: ا ط، أجلس: ن.
[٢] من القيروان: ا ط، بالقيروان: ن.
[٣] ولكن البلاد … رعي العشيم: ا ط، البيتين: ن.
[٤] شانه: العلم: ا ن. شانه في العلم: ط.