للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال بعض أصحابه: كان أبو الحسن إذا دخل محرابه، وانفتحت عيناه واحمرت، ولجأ إلى الله، ورأينا ذلك منه، انتظرنا إجابة دعائه [١]؛ وكانت الى ثلاثة أيام.

وكان بالمهدية نصراني ابن أخ، الخاصة باديس بن حبوس - صاحب القيروان، افتض هذا النصراني صبية شريفة، فلما سمعت [٢] بذلك العامة، رجعوا إليه فقتلوه؛ وبلغ ذلك باديس فعظم عليه أمر ذلك [٣]، وأرسل قائدًا بعسكر إلى المهدية، فقال لهم: اقتلوا من هو قد السيف [٤] الى من فوق؛ وبلغ ذلك أبا الحسن، فدخل المحراب وأقبل على الدعاء في كشف هذا؛ فلما وصل القائد إلى قصر مسور قرب المهدية، بات [٥] فيه، فقام بالليل وهو سكران يمشي على السطح، فمشى في الهواء وسقط على رأسه، وانتثر دماغه، وجاءت البرد الى بادس بذلك، وأعلم بدعاء الشيخ أبي الحسن؛ فرعب لذلك، وقال لابن أبى العرب وكبراء رجاله: تمشون للشيخ، فلما ضربوا عليه وأعلم بهم؛ قال لهم: تمضون إلى الجامع حتى ياتيكم العلماء، ولم يدخلهم داره: ووجه إلى اصحابه: أبي بكر بن عبد الرحمان، وأبي عمران الفاسي، وأبي القاسم بن الكاتب، وأبي محمد اللوبي [٦]، وأبي عمرو بن العتاب [٧]،


[١] دعائه: ا ط، الدعوة: ن.
[٢] سمعت: ا ط، سمع: ن.
[٣] فعظم عليه امر ذلك: ا، فعظم ذلك عليه: ط، فعظم عليه - باسقاط (أمر ذلك): ن.
[٤] من هو قد السيف: ا ط، من هو من قد السيف: ن.
[٥] بات: ط ن، وبات: ا.
[٦] اللوبي ا ط، اللوبي: ن.
[٧] بن العتاب: ا ط، بن القباب: ن.