للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أبي الحسن، فأخبره؛ فقال له: اذهب بحداد يحل عنه؛ فأخذ الرجل معه حدادًا حتى حل عنه حديده في السجن، وخرج ثلاثتهم - وحرس السجن ينظرون إليهم، فلا ينكرون عليهم شيئًا مما صنعوه، أو كأنهم لا يرونهم، أو كأنهم ألقي عليهم النسيان، فلم يعرف من جهة الحرس من القصة خبر.

قال أبو عمرو المقرئ فى طبقات القراء - وذكره، فقال: أخذ عن ابن بدهن [١] وأقرأ القرآن بالقيروان دهرًا، ثم قطع القراءة لما بلغه أن بعض أصحابه استقرأه الوالي فقرأ عليه؛ ودرس أبو الحسن [٢] الفقه والحديث، إلى أن رأس فيهما، فبرع وصار إمام عصره، وفاضل دهره.

وذكر أن أبا الحسن سأل أصحابه يومًا في رمضان عما كان إفطارهم عليه ليلة يومهم، فأخبره كل واحد منهم بما كان على قدر وسعه؛ فقال أبو القاسم البراذعي: أفطرت على ثريدة خروف بأطراف سلق وحمص، وبعد ذلك اسفنجة؛ فقال له أبو الحسن، والله يا خلف، لاصلحت أبدًا، ما اجتمع هذا من حلال قط.

ولم يكن أبو الحسن، قابسيًا، وإنما كان له عم يشد عمامته شد القابسيين، فسمي بذلك، وهو قيرواني الأصل.

وتوفي أبو الحسن بالقيروان سنة ثلاث وأربعمائة، ودفن بباب تونس - وقد بلغ الثمانين أو نحوها بيسير؛ مولده في رجب


[١] بدهق: ا، موفق: ط ن، والتصويب من طبقات القراء.
[٢] أبو الحسن: ا ط - ن.