للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الوليد: لما دخلت القيروان، أتيت أبا محمد بن أبي زيد، فقال لي [١]: حاجتك؟ قلت: الأخذ عنك؛ فقال لي: ألم يقدم عليكم الأصيلي؟ قلت: بلى؛ قال لي: تركت - والله - العلم وراءك، فكيف حاله مع أهل بلده؟ فأخبرته بظلمهم له، فقال: جهلوا ما أتى به.

وأتيت القابسي، فجرى معه [٢] مثل ذلك، وقال مثل قوله؛ وأحضره ابن أبي عامر في جملة الفقهاء، فاستشارهم في أرض موقوفة على بعض كنائس أهل الذمة أراد شراءها، فمنعه جماعة الفقهاء منه [٣] غير الأصيلي وحده، فإنه أفتى فيه [٤] بجوازه، واحتج لذلك، فرجع ابن صاعد منهم [٥] إلى قوله.

والأصيلي أيضًا أفتى ابن أبي عامر بجواز الصلاة في العمارية التي كان يلزم الركوب فيها في أسفاره، وأباحه ذلك في الفريضة دون النزول بالأرض، إذ كانت صلاته إيماء، للوهن [٦] الذي أصاب قدميه من علة النقرس؛ وهي إحدى روايتي ابن القاسم في المدونة التي هي أم المذهب، ومنع [٧] ذلك حتى يباشر الأرض أرجح.


[١] فقال لي: ط ن، فقال - بإسقاط (لي): ا.
[٢] فجرى له معه: ط ن، فجرى معه - بإسقاط (لي): ا.
[٣] منه: ا، منها: ا ن - ط.
[٤] فيه: ا - ط ن.
[٥] منهم: ا ن - ط.
[٦] للوهن: ا، للوهى: ط ن.
[٧] ومنع: ا ط، منع: ن. أرجح: ا ط - ن.