للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمضى ذلك ابن أبي عامر عليه، وأوعد إليه بالانقباض عن الناس، وإغلاق بابه، فجرى عليه مكروه عظيم؛ ولم يزل ابن المكوي يذكر ما جرى عليه، ويتشنع ما شهد به عليه فيه حتى غمض ابن زرب بسببه؛ وقال: رفعه لغير الله، ووضعه لغير الله؛ وقال - حين دعي للشهادة (عليه) [١] ما أعلم فيه جرحة أشهد بها، مع أنه [٢] كان يؤذيني في مجالس الشورى بلسانه؛ ولما نفذ السجل عليه، كتب إلى المنصور بن أبي عامر:

بالله والحاجب المنصور أعتصم … من حاسد وبنصر الله أنتقم

الظلم فيما رويناه ونعلمه … يوم الحساب على أربابه ظلم

والإفك والبغي معدولان عن رجل … له حشاشة دين أو له كرم

هل من رأى عجبًا مثلي ومثلهم … بأن تعاوره الغربان والرخم

وما لنا عندهم ذنب سوى حسد … نيرانه داخل الأحشاء تضطرم

وهي طويلة، تشكى فيها للمنصور، ومدحه وتلطفه؛ فدس فيها الوتد (عدوه) [٣] بيتًا في ذم القاضي ابن زرب أحفظه؛ وكان يقول: لو كنت شاعرًا لأجبته، فأجابه: الوتد على لسانه في الروي والقافية - ناقضه [٤] فيه [٥] وأفحش له.


[١] عليه: ط ن - ا.
[٢] انه: ا ط، اني: ن.
[٣] عدوه: ن - أ ط.
[٤] ناقضه: أ، ناقصة: ط ن.
[٥] فيه: أ ط - ن.