للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر، فأنعشه [١] ورغب (فيه) [٢]؛ فحكي أنه قال يومًا لأهل مجلسه إثر خروج ابن العطار: إني لأستحيي من هذا الرجل، لوددت أن [٣] لو تهيأ صرفه لحاله، وإباحة المسلمين الانتفاع به؛ فقال له بعضهم: وما يمنع من ذلك - إذا أردته؟ قال: وكيف يحل سجل [٤] ابن زرب؟ فقال المتكلم: ليس يحل، وإنما يعارض بالشهادة لابن العطار باستقامة أحواله، وزيادته في الخير بعد التسجيل، وأنه أهل للفتوى؛ فأنفذ إلى ابن الشرفي صاحب الشرطة - النظر في القصة، فأظهرت وثيقة بصلاح ابن العطار، واعتدال طريقته، وصحة نزوعه عما نقم عليه، واقتدائه بالسلف؛ شهد فيها ثقاتهم وعلماؤهم، وقل من توقف عن الشهادة فيها؛ وثبتت عند ابن الشرفي، ورفعت إلى المنصور؛ فجمع أهل العلم، فرأوا إسقاط السخطة عنه، ورده إلى أفضل أحواله؛ فنفذ عهد المؤيد إلى القاضي ابن برطال بإعادته إلى حاله، واستقل من نكبته، ولزم القاضي وكبر عنده، ولولده ألف كتابه في الوثائق المعروف؛ وأفرده ابن أبي عامر بالفتوى في أمور الجباية بين العمال


[١] فانعشه: ط، فانتقله: ن - أ.
[٢] فيه: ط، به: ن - أ.
[٣] ان: أ ط - ن.
[٤] سجل: ط ن، تسجيل: أ.