للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجوه الحيلة، إلى أن أوقع المظفر بخادمه الغالب على أمره طرفة، فسعي به عيسى، وكانت لابن ذكوان من طرفة هذا ألطف منزلة؛ ونسب عيسى طرفة وأصحابه إلى القدح في الملك، فقتل طرفة، ونكب أشباهه [١]، واشتملت التهمة على بني ذكوان خاصة؛ ووجد عيسى للمقال سبيلا، فصرف المظفر أبا العباس بن ذكوان عن القضاء والصلاة، وصرف آخاه أبا حاتم عن المظالم، وساء رأيه فيهما؛ وولى القضاء والصلاة لعبد الرحمان بن فطيس، فلم يقم على استقامته واستقلاله مقام ابن ذكوان لتبريزه، فحن [٢] القضاء إليه، وأسف الناس على فقده؛ وحسن رأي عبد الملك عما قريب فيهما، فصرف أبو العباس إلى خطبته بعد تسعة أشهر من عزله، بعد الزام ورغبة؛ فازداد رفعة، وسمت حاله عند المظفر، سيما عند اتهامه وزيره عيسى - عدو ابن ذكوان بالقدح في دولته، وبطش المظفر به، وقتله إياه؛ ففرغ مكانه لأبي العباس، واستراح منه؛ فلم يجر [٣] شيء من أمر المملكة، إلا عن مشورة ابن ذكوان، إلى أن هلك عبد الملك المظفر، وولي أخوه عبد الرحمان، فرفع منزلته جدا، وولاه الوزارة مجموعة


[١] ونكب أشباهه: ا، ونكب أصحابه: ن، ونكبت أسبابه: ط.
[٢] مجن: ا، محن: ط ن، ولعل الصواب ما أثبته.
[٣] فلم يجر: ا، فلم يكن يجرى: ط ن.