للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم صلحهم، والإنابة إليهم [١]، معه على رأيه ابن الفخار في جماعة؛ فلما تغلب البرابر على قرطبة، وتم الصلح، وخلع هشام - وهم أحنق الناس على ابن وافد؛ فاستخفى وشد الطلب فيه، فعثر عليه عند امرأة، فحمل راجلا، مكشوف الرأس، مهانا، يقاد بعمامته في عنقه، والمنادي ينادي عليه: هذا جزاء قاضي النصارى، ومسبب الفتنة، وقائد الضلالة؛ وهو يقول - مجاوبًا كذبت، (بفيك الحجر) [٢]! بل - والله - ولي المومنين، وعدو المارقين؛ ﴿أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾ (١)! والناس تتقطع قلوبهم لما نزل به، (فلقيه) [٣] في هذه [٤] الحال بعض أعدائه [٥]، فقال كيف رأيت - صنع الله بك؟ فقال: ما أنهم قضاءه [٦]، كان ذلك في الكتاب مسطورا؛ ولقيه بعض أصحابه، فقال: ترى أن أبلغ أمرك أبا العباس بن ذكوان - وكان مقبول القول عند البرابرة؟ فقال: لا حاجة لي في ذلك؛ فأدخل على المستعين سليمان بن الحكم في تلك الحال، فأكثر توبيخه، وأغرته به البرابرة، فأمر


[١] إليهم: ا ط، لهم: ن.
[٢] (بفيك الحجر): ط ن - ا.
[٣] فلقيه: ط ن - ا.
[٤] هذه: ا ط، هذا: ن.
[٥] أعداؤه: ا ط، عداه: ن.
[٦] قضاؤه: ط، قضاؤه: ا، قضاه: ن.