للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بصلبه، وشرع في ذلك، فاضطرب البلد له، ووردت عليه شفاعة أبيه الحكم، وشفاعة ابنى ذكوان، وابن حومل، وجماعة من الفقهاء والصالحين، الذين لا يري ردهم؛ - يرغبون إليه في شأنه، ويقبحون إليه ما أمر به فيه؛ فرفع عنه الصلب والمثلة، وأمر بضمه إلى المطبق وتثقيفه؛ وكان شديد الصبر في محبسه، كثير التبسم والحديث؛ متعاهدًا لصلاح نفسه وجسمه من الاغتسال والاستياك والاستحداد، حتى عذله بعض من جمعته وإياه المحنة ذلك المكان - على فعله؛ فقال له: وما لي لا ألهى عما لا بد لي منه، وأصل الراحة: - والله إني لأرجو لها الحور [١] غاديًا أو رائحًا، وسواكي طري، وجسمي نقي، أو نحو هذا؛ وكان السلطان يجرى وظيفة على من فيه، فكان ابن وافد لا يأكلها معهم؛ ولم يبعد أن اعتل في محبسه فمات! فتكلم الناس أن حيلة وقعت عليه - فالله أعلم (بذلك) [٢]. فأخرج ميتًا في نعش -منتصف في ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة، فوضعه الأعوان بالميضأة - موضع غسل المحاويج، فاحتمله قوم إلى دار صهره ابن الأغبس الفقيه، فسد الباب في وجه النعش، وتبرأ منه تقية؛ وسمع الزاهد حماد بن عمار بالقصة فبادره [٣]، وصار


[١] لها الحور: أ ط، الجور - بإسقاط (لها): ن.
[٢] بذلك: ن - أط.
[٣] فبادره: ا ط. فبادر: ن.