للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينصرف في جميع أموره؛ رافضًا للدنيا، لا يشتغل بغير عبادة ربه؛ وكان مع ذلك بسيط الوجه، حسن الخلق، وكان العمال يبادرون إلى بره لحمل معونته، فيأبى ويأتيهم به لوقته، راضيًا بذلك من فعله؛ ويقول: حيف السلطان، أرجح للميزان [١]، وأنصف للجيران، وأوفر للزمان، وينشد:

الله يرفع بالسلطان معضلة … عن ديننا رحمة منه ودنيانا

لولا الخلائف [٢] لم تأمن لنا سبل … وكان أضعفنا ذهبًا لأقوانا

قال الفقيه معوذ الزاهد: اشتقت إلى رؤية [٣] الشيخ أبي حفص عمر بن عبادل، فخرجت أريده: - وبين موضعينا نحو من أربعين ميلا، فمشيت نحوه بقية يومي وبعض ليلتي من الغد، فسألت من منزله، فأرشدت إليه، فاستأذنت، فقال لي ولده الأكبر - وكان على سمته في الصلاح - أقول من؟ قلت رجل


[١] للميزان: ا ط، للنيران: ن.
[٢] الخلائف: ا ط، الخليفة: ن.
[٣] نبارك الرؤيا ليغني عن (لقائه): ن ا ط، ولم تثبت هذه الزيادة في (الصلب) لأنها لا تؤدي معنى صحيحا.