للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أحبته في الله، قصده ليلقاه؛ فأذن، فدخلت إليه، فقام مبتهجًا وصافحني وقال: مرحبًا بك أبا عمرو، جئت جادًا على فاقة، وألطف مسألتي، وكنت لم أره قبل ذلك؛ فقلت: أصلحك الله، بأي شيء عرفتني؟ فقال: أخبرت البارحة في النوم، أنك تصافحني اليوم، وكنت أهوى لقاءك، وما زلت منتظرًا لك منذ صليت الصبح؛ فقلت له: وأنا ما حملني على قصدك، وتجهم السفر إليك، إلا أني كنت في منامي - وقائلا يقول (اقصد [١] منتيانة) [٢] من فحص رعين، وهي قرية ابن عبادل، فإن فيها وليا من أولياء الله - تعالى - يرغب رؤيتك؛ فقال: نعم يا أبا عمرو، علق ذكرك [٣] بقلبي، واشتهيت رؤيتك، فدعوت الله أن يستعملك للقائي، فقد أنعم علي بذلك، فهبني [٤] الأنس بك أيامًا؛ فأقمت عنده، وقرأت عليه القرآن، وتفقهت معه، فنفعني الله به؛ فانصرفت [٥]، وحبلى به موصول، أزوره في كل عام، وأتكرر


[١] اقصد: ط ن - ا.
[٢] منتيانة: ا ط، ختيانة: ن.
[٣] ذكرك: ا ط، ذلك: ن.
[٤] فهبني: ا ط، تمكني: ن.
[٥] فانصرفت: ا، وانصرفت: ط ن.