للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بينهما، تحكم في أخذها [١] دون رأيه، وغلب خازنه عليها [٢]، فقامت على أبي ذر من ذلك القيامة، وأغلظ له في الكلام، حتى أدى ذلك إلى فساد ما بينهما؛ وسمع بالحجاز أيضًا من أبي الحسن بن أبي فراس، وأبي القاسم السقطي؛ وبمصر من أبي الحسن بن أبي جدار، وأحمد بن ذور القاضي، وعبد الوهاب بن مصر، وابن الوشا؛ ثم رجع إلى القيروان، فاستوطنها، فلم يزل إمامًا بالمغرب؛ أخذ عنه الناس، وتفقه عليه جماعه كثيرة ممن ذكرنا في أصحاب أبي بكر، وغيرهم: كعتيق السوسي، وأبي محمد الفحصيلي، محمد بن طاهر بن طاوس، وجماعة من الفاسيين، والسبتيين. والأندلسيين: فطارت فتاويه في المشرق والمغرب، واعتنى الناس بقوله، وكان يجلس للمذاكرة والسماع - في داره من غدوة إلى الظهر، فلا يتكلم [٣] بشيء إلا كتب عنه - إلى أن مات .


[١] تحكم في أخذها: ا ط، وما بينهما ما تحكم: ن.
[٢] عليها: ط ن عليه: ا.
[٣] يتكلم: ا ط، يكلم: ن.