للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو عبد الله بن الحصار: كان من أهل الخير والفضل والصلاح، والتقدم في الفهم [١] والإمامة في العلم؛ فقيه مشاور، من بيت طهارة، واستقامة، وهدى، وسنة؛ رحل [٢] مع أبيه، فحجا، وسمعا من رجال المشرق. وقال ابن حيان: كان فقيها، فاضلا، خيرًا، ورعا، متقيدا بالسلف؛ وقلده هشام المؤيد خطة الرد بقرطبة، فجاءته الولاية يوم وفاته، وكان موصوفا بمبرة والدته، حتى إنه أسخط أباه بإرضائها - لما وكلته لمخاصمته في حقوق ادعتها قلبه أيام فارقها.

قرأت في كتاب الإمام أبي بكر الطرطوشي: حكى لنا (أستاذنا) [٣] أبو الوليد الباجي، ان امرأة وكلت ولدها على زوجها في طلب مال لها عنده، فأبى، فاستشار الفقهاء بقرطبة، فأشار بعضهم عليه أن يطيع مه، فتوكل لما عليه مراعاة بأن مبرة الأم آكد، للحديث الوارد في ذلك (١)؛ فلعل هذه الحكاية التي حكاها أبو الوليد، هي قصة أبي القاسم هذا أو غيره - فالله [٤] أعلم.


[١] الفهم: ا ط، الفقه: ن.
[٢] رحل: ا ط، ورحل: ن.
[٣] أستاذنا: ن - ا ط.
[٤] فالله: ا ن: والله: ط.