للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما كانت الحادثة في نكبة بني ذكوان رؤساء قرطبة، وكان أبو القاسم هذا صديقا لهم أعظم ما جرى عليهم كما قدمناه عن ابن المكوي، فلحقه من الأمر جزع عظيم، اختلط من أجله، فاحتجب ستة أيام ومات، وذلك بعد خمسة عشر يومًا للحادثة عليهم وهو حدث السن في إقباله، وذلك سنة إحدى وأربعمائة، وأبو عمر حي بعد مكفوف البصر، فصلى عليه ثم مات بعده بيسير في السنة نفسها وظهرت في موت عمر هذا آية وكرامة، وذلك أنه عهد إلى ابن ابنه أن يدرجه [١] في كفنه دون قطن، فخالفه وألقى القطن، فلما سوى فوق أكفانه - على المشجب [٢] للبخور، طارت شرارة أحرقت القطن، فأخبر حينئذ ابن ابنه بالأمر، فكفن دون قطن كما عهد .

وأخوه إبراهيم بن محمد عم أبي القاسم [٣]، شيخ أديب، له حظ من العلم، يكنى بأبي إسحاق.


[١] يدرجه؛ ا ط، يدرج: ن.
[٢] المشجب: ط ن، المستحب: ا.
[٣] عم أبي القاسم: ا ط بن عمر أبي القاسم: ن.