للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابن ظريف الكاتب، وغير واحد؛ وولى الشورى بقرطبة مع هذه الطبقة، وخطط بالوزارة، ثم ولى قضاءها.

قال ابن حيان: وكان من أفضل أهل زمانه وأعفهم، وكان ساذج الفقه، قليل المعرفة.

وتوفي في شوال سنة ست وخمسين وأربعمائة [١]، ولم يختلف الناس في إجمال ذكره، والثناء عليه لعفته، وطيب طعمته، وانقباضه، واقتفائه آثارًا من السلف، ولين جناحه، وبه اختتم وجوه موالي بني مروان بقرطبة، وكانت مدته في القضاء ثمانية أعوام.

وخلف سؤدده. وسد مكانه. ابنه أبو مروان عبد المالك الحافظ، إمام الأندلس في وقته، وفي علم لسان العرب، وضبط لغاتها، وأذكرهم لشوارد شعرها [٢]، وأوثقهم في ذلك؛ وإليه كانت الرحلة من جميع جهات الأندلس، سمع من أبيه، والإقليلي، والسفاقسي، والجداني، والقاضي يونس، ومكي المقرئ، وطبقته؛ واحتاج الكثير من شيوخه إلى الأخذ عنه، والاستفادة منه؛ حدثنا عنه ابنه أبو الحسن الحافظ، وأبو علي الجياني والصدفي الحافظان، والقاضي أبو عبد الله بن عيسى، والفقيه أبو عبد الله بن الحاج، وغير واحد من شيوخنا.


[١] وأربعمائة: أ - ط ن.
[٢] أشعارها: أ ط. شعرها: ن.