للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على سلطانه، فاستدعاهم مع قاضيهم أبي زيد بن الحشا القرطبي - يريهم أنه يأخذ [١] معهم في أمر من أمور النصارى عدوه، فحضروا، وجنبوا حضور قصره إذ كانوا في ظهره من عامة بلدهم؛ فلما نزلوا بموضع نزولهم، استدعاهم واحدًا: واحدًا؛ فيعدل بالداخل إلى موضع قد أعد له فيه قيود وحداد، ففرق بينهم، وثقفوا [٢] ستتهم؛ وسخط على قاضيهم، فعزل وحوسب عما جرى بيده؛ وبلغت العامة القصة، فهموا بالنفور والسلاح على عادتهم لقصدهم، فإذا بنادي السلطان في الجند بالسيف على من أعلن أو نطق، فسكن الناس واستبيحت دور الممتحنين؛ وكان ذلك في جمادي الأولى من سنة ستين، وأخرج القوم من يومهم إلى قلعة كرنكة، وأسكنوا المطبق؛ وأزعج قاضيهم إلى رندة، واتهم بالسعي عليهم ضدهم - كبير البلد أبو الطيب بن أبي بكر يحيى بن سعيد، وأحمد بن الحديدي، وبيته في العلم والرئاسة بطليطلة كما قدمنا شهيرة [٣] وجلالة؛ فلم يزل القول بهذه السبيل، وقد خلت وجوههم لابن الحديدي، وحاز رئاسة [٤] البلد وحده إلى أن مات المأمون، وولى ابنه الملقب بالقادر والحال لابن الحديدي؛ وحاز الرئاسة حتى كأنه في حجره، فخوف حاله وقيل له: لن تقدر عليه إلا


[١] إنه يأخذ: أ ن، أن يأخذ: ط.
[٢] وثقفوا: أ، ونقبوا: ط ن.
[٣] شهرة: ط ن، شهيرة. أ.
[٤] وحاز الرئاسة: ا - ط ن.