للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال خالد بن خداش (١٤٠): قلت لمالك أوصنى! قال: عليك بتقوى الله وطلب العلم عند أهله.

قال ابن القاسم: كنا إذا ودعنا مالكا يقول: اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه.

وقال: لن ينال هذا الأمر حتى يذاق فيه طعم الفقر.

وقال أبو قرة: سمعت مالكا يقول: تعلموا من العالم حتى لبس نعله

وقال أشهب: سمعته يقول: لا خير في رفع الصوت في المسجد، في العلم ولا في غيره، أدركت الناس قديما يعيبون ذلك.

وقال ابن وهب عنه: إذا كثر الكلام كان فيه الخطأ، وإذا أصيب الجواب قل الخطاب (١٤١).

وكان يقول حين يسأل ويستفتى: الكلام بالباطل يصد عن الحق.

وقال لابن وهب: اتق الله واقتصر على علمك، فإنه لم يقتصر أحد على علمه إلا نفع وانتفع، فإن كنت تريد بما طلبت ما عند الله فقد أصبت ما تنتفع به، وإن كنت تريد بما تعلمت الدنيا فليس في يدك شيء.

وفى رسالة مالك إلى أبي قرة:

إنى أرى الصواب في ترك تعلم المسائل التي قد ينتفع ببعضها، إذا كان فيها من المضرة ما يخاف على صاحبها الخطأ والفتنة، فكيف بغيرها من المسائل التي لا منفعة فيها؟

قال ابن وهب: قال مالك: إنما قبحت الأشياء حين تعدى (١٤٢) بها منازلها.


(١٤٠) ك، م: خالد بن خداش، وهو خالد بن خداش المهلبي أبو الهيثم البصري، توفي سنة ٢٢٣ انظر الخلاصة ص ١٠٠ - وفى نسخة ط: خالد بن حراش - وفي نسخة أ: خالد بن خراس.
(١٤١) أ، ك، ط: وإذا أصيب الجواب قل الخطاب - م: وإذا أصيب الجواب قل الخطأ.
(١٤٢) أ، ط: حين تعدى - ك: حتى يتعدى - م: إنما فتحت الأشياء حتى يتعدى بها منازلها.