للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- لا -

شديد العناية بكتب عياض، يقرأها ويطلع على خفاياها، وينقد ما لا يروقه منها، لقد أمر جمعا من العلماء أن يشرحوا مشارق الأنوار للصاغاني فشرح الشيخ التاودي ابن سودة الثلث الأول منه، وكان على الشيخ عبد القادر بوخريص - حسب الأمر السلطاني - أن يشرح الثلث الثاني، فكان السلطان مولاي محمد بن عبد الله يدل الشيخ على المراجع والمآخذ، وكان من بينها شرح عياض على صحيح مسلم (٨١).

وعنى بقراءة كتاب الشفا، ولم تعجبه التفاصيل واستقصاء الجزئيات في قسم "حكم من سب رسول الله "، فانتقد عياضا، وبعث بانتقاداته إلى علماء مصر يسألهم رأيهم، فأجابه من علماء الأزهر الشيخ الأمير والشيخ عبد المعطى الحريري، يؤيدان وجهة نظره.

والسلطان مولاي عبد العزيز - قدس الله روحه - أنشأ قراءة الشفا للقاضي عياض في الضريح الإدريسي بفاس عند شروق كل يوم، وعين لذلك جماعة من جلة العلماء، وخصص لكل واحد منهم راتبا يوميا لقاء القيام بعمله (٨٢).

وعناية السلطان مولاي عبد الحفيظ - أسكنه الله دار رضوانه - بعياض معروفة؛ فقد طبع على نفقته كتابه "مشارق الأنوار"، وعزم على طبع "ترتيب المدارك" بمصر، فعهد إلى وكيل الدولة المغربية بها إذ ذاك، الحاج محمد بن العباس بن شقرون أن يطبعه ضمن المجموعة القيمة


(٨١) الدرر الفاخرة ٥٥. ٥٩.
(٨٢) الدرر الفاخرة III .