للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- لب -

من الكتب التي طبعها جلالته على نفقته، هناك وبالمغرب، وأرسل له النُّسخ الخطية ليشرع في العمل، غير أن مانعًا من الموانع حال دون ذلك.

وفي سنة ١٣٣٠ هـ بدأ مولاى عبد الحفيظ بطبع ترتيب المدارك بفاس على نفقته أيضا، فطبعت منه ست عشرة صحيفة، ثم حال حائل دون الاستمرار في الطبع.

وفي أيام الاحتفال بالذكرى الألفية لجامعة القرويين، حدثني بعض المقريين إلى حضرة صاحب الجلالة الملك الخالد الذكر، مولانا محمد الخامس - أنزله الله مقعد الصدق عنده - أن جلالته قد عزم على طبع "ترتيب المدارك"، وأنه أمر بجمع نُسَخِه لهذا الغرض، غير أن هذه الأمنية الغالية لم يكتب لها حينذاك أن تتحقق.

وهكذا ظلت العناية بترتيب المدارك عهدا يتوارثه ملوك هذه الأسرة العلوية الكريمة الأماجد لاحق عن سابق، حرصًا منهم جميعًا على إحياء مجد هذه الأمة، والحفاظ على مقدّساتها.

وأبت الأقدار الإلهية - حين حالت مرارًا دون أن تتحقق رغباتهم الكريمة، وحين اختارت لتنفيذها وتحقيقها حضرة صاحب الجلالة مولانا أمير المؤمنين الحسن الثاني، نصره الله - إلا أن تقرن هذه المأثرة العلمية الخالدة بعهده، وتكتب هذه الحسنة المقبولة في صحفه.

فقد أمر جلالة الملك - حياه الله وأيده - بطبع ترتيب المدارك،