قال أبو علي ابن أبي سعيد في كتابه المغرب في أخبار المغرب: كان ابن غانم رجلاً كاملاً فقيهاً مقدماً مع فصاحة لسان وحسن بيان وبصر بالعربية ورواية الشعر، ترى له أبيات مستحسنة وكانت فيه تهتهة. وكان أبوه مذكوراً قديماً في عرب أفريقية وابنائها قبل دخول المذهب. قال غيره: كان من أهل العلم والدين والفضل والورع والتواضع والفصاحة والجزالة. قال أبو سعيد ابن يونس: كان أحد الثقات الأثبات، ولم يعرفه أبو حاتم لبعد قطره، وقال: مجهول. قال الشيرازي: كان ابن غانم من نظراء ابن أبي حازم واقرانه. قال المؤلف رحمه الله تعالى: سمع ابن غانم من ابن أنعم، وخالد ابن أبي عمران. ودخل إلى الحجاز والشام والعراق فسمع من مالك وعليه اعتماده، ومن سفيان الثوري ومن أبي يوسف بن الضحاك وإسرائيل ابن يونس. وداود بن قيس وغيرهم. سمع منه القعنبي وغيره. قال ابن عمران كان يجل ابن غانم وإذا جاءه اقعده إلى جنبه ويسأله عن أخبار المغرب وإذا رآه أصحابه قالوا شغله المغرب عنا. ولما ولي القضاء أعلم مالك بذلك أصحابه، وسر به. ويقال أن مالكاً عرض عليه أن يزوجه ابنته ويقوم عنده، فامتنع عن المقام، وقال له: إن أخرجتها إلى القيروان تزوجتها. وله سماع من مالك مدون انقطع. ومنه في المجموعة مسائل. وسمع الموطأ.