للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن أثبتت ليلى بربع عدوها (٨) … فعوذا لنا، تالله أن نتزعزعا (٩)

فقال المهدى: والله لأغنينكم. فأجاز الأربعة بعشرة آلاف دينار.

***

وقال المغيرة: كنت أسأل مالكًا عن القول يقوله من أين قاله؟

فصلى يومًا إلى جانبي، فقال لي: يا أبا هاشم! إنك تكرم على وتسألنى عما لا أجيب فيه الناس، فإن أحبتك اجترأوا علي، وأحب إلا تفعل، ولكن اكتب ما تريد من المسائل، وابعث بها تحت خاتمك، أجبك فيما أمكنني إن شاء الله.

فانصرفت مسرورًا، وقلت لأصحابنا، اكتبوا مسائل، فكتبناها في نصف طومار، وختمت عليها، ووجهتها إليه، فأقامت عنده أربعة أشهر، فجاءتنى بخاتمه بعد ذلك، وقد أجاب في ثلث تلك المسائل، وقال في باقيها: لا أدرى.

***

ومعه دخل مالك على الرشيد، متوكئا على المساحقى وعبد الرحمن بن عبيد الله العمرى، وربما كان مع المغيرة، ابن مسلمة، وكان ما بينهما قبل هذا بعيدًا جدًّا.

ولما جلس المغيرة إذ ذاك للناس، قيل لمالك: أن المغيرة قد بسط في داره وأتاه الناس. فقال: إن الناس ليسوا بحمقى.


(٨) أ، ط: عدوها - ك: غدوها.
(٩) ورد هذا الشطر في نسخة أ كما أثبتناه: فعوذا لنا، تالله أن نتزعزعا - وفى نسخة ك كما يلى: فعوذا لها بالله أن يتزعزعا - وفى نسخة ط كما يلى: قعودا لنا تالله أن نتزعزعا.