للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبين الشافعي مناظرة في بيع الحر في الدين، فكان الشافعي يقول: يباع؛ وفتيان يقول: لا يباع، فقال له فتيان: إن ثبت على هذا فعل بك كيت وكيت.

وذكر عن محمد بن عبد الحكم أن فتيان كلم الشافعي في مناظرة، وكانت فيه عجلة، فخاطب الشافعي بخطاب أغلظ فيه، ثم افترقا، وبعث السرى بن الحكم أمير مصر إلى الشافعي يستخبره عما بلغه من الأمر، فيقال أن الشافعي، أخبره، فضرب السرى فتيانا بالسوط. قال محمد: فرأيته والمنادى ينادى عليه هذا جزاء من سب رسول الله ، وفتيان يقول: عائذًا بالله من ذلك.

وقال أبو يزيد: حضرتهما جميعا فتناظرا فيما لا يعجبني إعادته، ثم جرى بينهما الكلام إلى ذكر الأئمة، فقال فتيان: حدثني مالك أن الإمام لا يكون إماما أبدًا إلا على شرط أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه، فإنه قال: وليتكم ولست بخيركم، ألا وإن أقواكم عندى الضعيف حتى أخذ له بحقه، ألا وإن أضعفكم عندى القوى، حتى آخذ منه الحق، إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني؛ فاحتج الشافعي بأشياء لا أذكرها أبدًا، فبلغ ذلك السرى، فضرب فتيانا، ووثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أن مات.

قال: وقال السرى: لو شهد عندى فيه آخر بمثل ما شهد به عليه الشافعي لضربت عنقه.

قال الطحاوى: وكان أبو زيد فيمن حضر مناظرتهما، وكانت بينه وبين فتيان منازعة في صدقة البقر، فكان فتيان يقول: هي كصدقة الإبل