قال: وقال لي ابن القاسم: كنت أختم في اليوم والليلة ختمتين، فقد نزلت لك عن واحدة رغبة في أحياء العلم.
قال ولما أردت الخروج إلى أفريقية، دفع إلى ابن القاسم سماعه من مالك، وقال لي: ربما أحبتك وأنا على شغل، ولكن انظر في هذا الكتاب، فما خالفه مما أجبتك فيه فأسقطه، ورغب إلى أهل مصر في هذه الكتب فكتبوها منى؛
قال: وهى الكتب المدونة، وأنا دونتها، وأخذ الناس عن ابن القاسم تلك الكتب؛
وقال سليمان بن سالم: أن أسدًا لما دخل مصر اجتمع مع عبد الله بن وهب، فسأله عن مسألة فأجابه بالرواية، فأراد أن يدخل عليه، فقال له ابن وهب: حسبك إذ أدينا إليك الرواية.
ثم أتى إلى أشهب، فأجابه، فقال: من يقول هذا؟
فقال أشهب: هذا قولى، فدار بينهما كلام، فقال عبد الله بن عبد الحكم لأسد: ما لك ولهذا؟ أجابك بجوابه، فإن شئت فاقبل، وإن شئت فاترك؛
فرجع إلى ابن القاسم فسأله فأجابه، فأدخل عليه، فأجابه حتى انقطع أسد في السؤال؛
فقال له ابن القاسم: زد يا مغربي، وقل: من أين قلت؟ حتى أبين لك.
فقام أسد على قدميه في المسجد وقال: يا معاشر الناس، إن كان مات مالك فهذا مالك؟
فكان يسأله كل يوم، حتى دون عنه ستين كتابا، وهي الأسدية؛